هل الجن يعلمون الغيب؟
ان من المسلمات في ديننا ، ومن الأصول المعتقدة في شريعتنا ، ومن الثوابت في عقيدتنا ، أن الله وحده استأثر بعلم الغيب ، قال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ التغابن18 ] ، قال الطبري رحمه الله : " عالم الغيب والشهادة : يعني الذي يعلم السرّ والعلانية الذي لا يخفى عليه بواطن أموركم وظواهرها " .
ولقد نفى الله جل جلاله أن يعلم الغيب أحد من الخلق أجمعين سواه سبحانه المتفرد بالعبودية والربوبية والألوهية ، فقال عز من قائل عليماً : { قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [ النمل65 ] .
وقال تعالى : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [ الأنعام59 ] ، ومفاتيح الغيب الخمسة لا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له ، قال الله جل شأنه : { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ لقمان34 ] .
قال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } [ الجن26- 27 ] ، يخبر الله جل وعلا أنه لا يعلم الغيب أحد من الملائكة ولا الرسل إلا من أطلعه الله على بعض الأمور الغيبية ، فلما مات الرسول البشري انقطع علمه من الله تماماً بموته ، وكذلك انقطع خبر السماء عن أهل الأرض بوفاته ، لأن الرسل هم الواسطة بين الله وخلقه ، هم الذين يبلغون عن ربهم ، وهم الذين اختصهم الله لذلك ، وانتدبهم لذلك الأمر العظيم ، فلما ماتوا وبلغوا رسالة ربهم ، بقي الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك .
الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم ومع هذه المكانة المرموقة لأنبياء الله عند ربهم ، ورفع منازلهم ، إلا أنهم لا يعلمون الغيب ، فقد قال أولهم نوح عليه السلام : { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ } [ هود31 ] .
وقال آخرهم وخاتمهم محمد بن عبد الله صلى الله وسلم عليه : { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ الأعراف188 ] .
ان الجن خلق من خلق الله تعالى ، منهم الكافر ومنهم المؤمن ، قال تعالى : { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [ الأحقاف 29-32 ] ، وقال تعالى على لسان الجن : { وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً } [ الجن 14-15 ] .
فالقرآن الكريم يثبت وجود الجن ، ولا ينكر ذلك إلا جاحد لصحة القرآن ، ويثبت كتاب الله تعالى أيضاً أن هناك من الجن مؤمن وكافر ، مردة وفساق وأهل فساد ، ومع ذلك فهم لا يعلمون الغيب ، ولم يطلعوا عليه قط ، إلا ما يسترقونه من السمع ، عندما يقضي الله أمراً فيسمعون من الملائكة ، ومع ذلك يحرقهم الله بالشهب ، قال تعالى : { إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } [ الحجر18 ] ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا قضى اللَّهُ الأمرَ في السماء ، ضَرَبَتِ الملائكةُ بأجنِحَتِها خُضعاناً لقوله ، كالسِّلسلة على صفوان ، قال عليُّ وقال غيرُهُ : صفوانٍ يَنُفَذُهم ذلك ، فإذا فزِّعَ عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربُّكم ؟ قالوا للذي قال: الحقَّ، وهو العليُّ الكبير، فيسمعُها مُسترقو السمع ، ومسترقو السمع ، هكذا واحدٌ فوقَ آخر ، وَوَصَفَ سفيانُ بيدِهِ وفرَّجَ بين أصابع يدهِ اليمنى ، نَصبَها بَعضَها فوق بعض ، فرُبما أدركَ الشهابُ المستمعَ قبل أن يَرمِيَ بها إلى صاحبِهِ فيُحرِقَه ، وربما لم يُدركهُ حتَى يرميَ بها إلى الذي يَليه _ إلى الذي هو أسفلَ منه _ حتى يُلقوها إلى الأرض ـ وربما قال سفيانُ : حتى تنتهي إلى الأرض ـ فتُلقى على فم الساحِر ، فَيَكذبُ معها مائةَ كَذبة ، فَيُصَدَّقُ ، فيقولون _ أي الناس _ : ألم يُخبرنا يومَ كذا وكذا ، يكون كذا وكذا فوجدناه حقاً ؟ للكلمةِ التي سُمعت من السماء " [ أخرجه البخاري ] .
وكما قلنا فهم لا يعلمون الغيب ، بل يسترقون علم السماء ، فيموتون قبل إيصاله إلى الأرض ، ومن يصل منهم سالماً لم يصله ممن هو فوقه شيء ، وإن وصله أمر يسير كذب معه مائة كذبة ، ثم ألقاها على فم الساحر ، فيكذب الساحر معها مائة كذبة أيضاً ، قال تعالى في قصة سليمان عليه السلام ، وكان قد قيضهم الله لنبيه ، يطيعون ولا يعصونه ، يخافون عقوبته ، منة من الله على عبده ونبيه سليمان عليه السلام ، ومع اضطهادهم وإرادتهم الخلاص من سليمان عليه السلام ، فلم يعلموا أنه قد مات وهو مرتكز على عصاه ، إلا بعد أن أكلتها دابة الأرض ، ويصور الله تعالى ضعف الجن عن معرفة الغيب في قوله سبحانه : { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ } [ سبأ14 ] .
مما سبق ذكره من اختصاص الحق تبارك وتعالى بمعرفة الغيب ، واطلاعه عليه وحده لا شريك له ، يجب أن يعلم كل مسلم أن من ادعى علم الغيب من الكهنة والمشعوذين والسحرة والمنجمين ومن يقرءون الكف والفنجان أنهم جميعاً كفار مرقوا من الدين ، وخرجوا عن طاعة رب العالمين .
ومما تأسف له النفوس ، أن هناك جهلة وضعفاء دين من المسلمين انطالت عليهم حيل الكذابين ، فانساقوا وراء ترهات الأحلام ، وخرافات الأوهام ، حتى صدقوا المشعوذين والمبتزين ، فوقعوا ضحايا للأبراج والنجوم ، وما علموا أنهم قد تقحموا النار على بصيرة والعياذ بالله ، يتابعون الأبراج عبر الصحف والمجلات والقنوات ، فتقذفهم ذات اليمين وذات الشمال وهم في غمرة ساهون ، وعن الحساب غافلون ، ويوم القيامة لا محالة نادمون .
وكم هي الرحلات والزيارات التي يقوم بها المسلمون لأولئك السحرة والمشعوذين ، دون خوف من الله تعالى ، أو تفكير في عقابه سبحانه ، أو تأمل في وعيده لهم ، عن بعضِ أَزواجِ النبـيِّ صَلَّـى الله عَلَـيْهِ وَسَلَّـمَ ، عن النبـيِّ صَلَّـى الله عَلَـيْهِ وَسَلَّـمَ قالَ : " مَنْ أَتـى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عن شيءٍ ، لـم تُقْبَلْ لَهُ صلاةٌ أربعينَ لـيلةً " [ أخرجه مسلم ] .
وعيد شديد ، وتهديد أكيد من الله تعالى لمن عصاه وسأل كاهناً أو عرافاً بمجرد السؤال فقط ، لا من أجل أن يصدقه ، أن لا تُقبل له صلاة أربعين ليلة والعياذ بالله .
فإن سألهم وصدقهم فهي الكارثة التي لا كارثة بعدها ، لأنه في ذلك خروج من حوزة الإسلام ، إلى دائرة الكفر والعصيان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " [ أخرجه أحمد وغيره ] ، وأخرج البيهقي من حديث عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قالَ : " مَنْ أَتَـى ساحراً أَوْ كَاهِناً أَو عَرَّافاً فَصَدَّقَهُ بـما يقولُ ، فَقَدْ كَفَرَ بِـمَا أُنْزِلَ علـى مـحمدٍ صَلَّـى الله عَلَـيْهِ وَسَلَّـمَ " .
فاحذر أيها المسلم ، وأيتها المسلمة أن تأتي عرافاً أو كاهناً أو ساحراً ، لأي غرض من أغراض الدنيا ، لا للعلاج ، ولا لكشف غمة ، ولا لأذى تلحقه بالآخرين ، ولا لإيجاد مفقود ، فكل ذلك حرام أشد الحرام ، وهو شرك بالله الواحد القهار ، الذي لا يعلم الغيب سواه ، قال سبحانه : { عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ المؤمنون92 ] .
وبالرّغم من صراحة الآياتِ في تحريم ادعاء علم الغيب ، والحذر من تصديق من ادعى ذلك ، فإنّك تأسَف لحالِ بعضِ جهَّال المسلمين وسفهائهم ، وقد وقَعوا في مثلِ هذه البلايا ، فأهلكوا أنفسهم ، وتنصلوا من دينهم ، بأنواعٍ من البدَع والضلالات ، وتعلَّقوا بالسحرة والمنجمين لمعرفة غيب لا يعلمه إلا الله عز وجل ، وتوجَّهوا إلى المشعوذين في طلبِ الحاجات ودفعِ الكربات ، حتَّى عمّت الفتنةُ كثيراً من بلاد المسلمين ، واتخذ الناس فيها رؤوساً جهالاً من الدجالين الكذابين ، ومن المعلوم أنه متى ما ظهر الجهل وأطبق ، ظهر السحرة والكهنة وأمثالهم ممن يدعون علم الغيب وشفاء المرضى والدلالة على المفقود ، لعباً بعقول المسلمين لابتزاز أموالهم ، ونهب مقدراتهم ، فيطلب الناس منهم ما لا يُطلب إلا مِن الله ، ويسوقون إليهم الهدايا والأموال ، ويقدِّمون النذورَ ، ويطلبون جلبَ النفع ودفعَ الشرور ، ونسوا أن النافع الضار هو الله الواحد القهار ، قال تعالى : { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ يونس107 ] ، وقال سبحانه : { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } [ الأنعام17 ] .
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من مضلات الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، اللهم إنا نعوذ بك من السحرة والكفرة والمردة ، اللهم إنا نعوذ بك من كيد الكائدين ، وحسد الحاسدين ، وحقد الحاقدين يا ذا الجلال والإكرام ، سبحان الله وبحمده ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .
المصدر: صيد الفوائد
نص الآية:
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14))سبأ
وفي التفسير:
فلم يزل الشياطين يعملون لسليمان, عليه الصلاة والسلام, كل بناء، وكانوا قد موهوا على الإنس, وأخبروهم أنهم يعلمون الغيب, ويطلعون على المكنونات، فأراد اللّه تعالى أن يُرِيَ العباد كذبهم في هذه الدعوى, فمكثوا يعملون على عملهم، وقضى اللّه الموت على سليمان عليه السلام, واتَّكأ على عصاه, وهي المنسأة، فصاروا إذا مروا به وهو متكئ عليها, ظنوه حيا, وهابوه.
فغدوا على عملهم كذلك سنة كاملة على ما قيل, حتى سلطت دابة الأرض على عصاه, فلم تزل ترعاها, حتى باد وسقط فسقط سليمان عليه السلام وتفرقت الشياطين وتبينت الإنس أن الجن { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ } وهو العمل الشاق عليهم، فلو علموا الغيب, لعلموا موت سليمان, الذي هم أحرص شيء عليه, ليسلموا مما هم فيه.
الترجمة:
:English Translation
(34:14) When We executed Our decree of death on Solomon, nothing indicated to the jinn that he was dead except a worm eating away his staff. So when Solomon fell down, the jinn realised *23 that had they known what lies in the realm beyond perception, they would not have continued to be in this humiliating chastisement. *24
*23) Another meaning of the sentence can be: "The true state and condition of the jinns became clear and exposed. " According to the first meaning, it will mean: "The jinns realized that their claim to havc the knowledge of the unseen was wrong. " According to the second, it will mean: "The people who thought that the jinns possessed the knowledge of the unseen, came to know that they had no such knowledge. "
*24) Some modern commentators havc interpreted it as follows: As the Prophet Solomon's son, Rehoboam, was unworthy and given to luxurious living and surrounded by flatterers, he could not sustain the heavy burden of responsibility that fell on his shoulders after the death of his great father. A short time after his succession, the kingdom collapsed, and the frontier` tribes (i. e. , of the jinns) whom the Prophet Solomon had subdued by his mighty power, rebelled and broke away. But this interpretation does not at all conform to the words of the Qur'an. The scene depicted by the words of the Qur'an is somewhat like this: Death came to the Prophet Solomon in a state when he was standing or sitting with-the support of a staff. His body stood in place due to the staff, and the jinns continued to perform their duties and services, thinking that he was living. At last, when the wood-louse started eating away the staff and it became hollow from within, the Prophet Solomon's body fell down; then the jinns realized that he had died. After all, why should this clear and unambiguous description of the event be construed to mean that the wood-louse implied the unworthiness of the Prophet Solomon's son, and the staff implied his power and authority and the falling down of his body implied the disintegration of his kingdom? Had Allah meant to say all this, there was no dearth of the words in the vast Arabic language. The Qur'an, in fact, has nowhere used such enigmatic language. How could the common Arabs, who were its first addressees, have solved this riddle?
Then, the most absurd part of this interpretation is that according to it the jinns imply the people of the frontier tribes whom the Prophet Solomon had subdued to perform certain services under him. The question is, which of these tribes had claimed to have the knowledge of the unseen, and whom did the mushriks regard as the knower of the unseen? A person who reads the last words of the verse with open eyes can himself see that jinn here necessarily implies a group of beings who either had themselves made a claim to have the knowledge of the unseen, or who, the people believed, had the knowledge of the unseen; and the secret of this group's being ignorant and unaware of the unseen became disclosed when they continued to serve the Prophet Solomon under the impression that he was living, whereas he had died. This statement of the Qur'an was enough to induce an honest person to revise his this opinion that the jinn imply the frontier tribes, but the people who feel shy of admitting the existence of the hidden creation called the jinn before the materialistic world stilt insist on this interpretation of theirs in spite of the plain meaning of the Qur'an.
At several places in the Qur'an Allah tells that the mushriks of Arabia regarded the jinns as the associates of Allah, and as His children, and used to seek their refuge: "They set up the jinns as partners with AIlah. whereas He has created them. " (Al-An'am:100). "And they have invented a blood-relationship between Allah and the jinns." (As-Saffat: 1S8). "And that, some people from among the men used to seek refuge with some people from among the jinns." (AI-Jinn: 6).
One of their beliefs was that they regarded the jinns as the knowers of the unseen and hidden. and used to turn to them to obtain knowledge of the hidden things. Allah has related this event here in order to repudiate this belief and to make the Arabs realize that they are following the false creeds of ignorance without any valid reason, whereas the fact is that chest beliefs are absolutely baseless. (For further explanation, see E.N. 63 below).
المقاطع الصوتية:
نوع AMR
”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”
”العجمي”
”المنشاوي”
”الحصري”
المقاطع الصوتية:
نوع MP3
”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”
”العجمي”
”المنشاوي”
”الحصري”