الأحد، 7 سبتمبر 2014

البطاقة السابعة والثمانين


هل الجن يعلمون الغيب؟

ان من المسلمات في ديننا ، ومن الأصول المعتقدة في شريعتنا ، ومن الثوابت في عقيدتنا ، أن الله وحده استأثر بعلم الغيب ، قال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ التغابن18 ] ، قال الطبري رحمه الله : " عالم الغيب والشهادة : يعني الذي يعلم السرّ والعلانية الذي لا يخفى عليه بواطن أموركم وظواهرها " .
ولقد نفى الله جل جلاله أن يعلم الغيب أحد من الخلق أجمعين سواه سبحانه المتفرد بالعبودية والربوبية والألوهية ، فقال عز من قائل عليماً : { قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [ النمل65 ] .
وقال تعالى : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [ الأنعام59 ] ، ومفاتيح الغيب الخمسة لا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له ، قال الله جل شأنه : { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ لقمان34 ] .
قال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } [ الجن26- 27 ] ، يخبر الله جل وعلا أنه لا يعلم الغيب أحد من الملائكة ولا الرسل إلا من أطلعه الله على بعض الأمور الغيبية ، فلما مات الرسول البشري انقطع علمه من الله تماماً بموته ، وكذلك انقطع خبر السماء عن أهل الأرض بوفاته ، لأن الرسل هم الواسطة بين الله وخلقه ، هم الذين يبلغون عن ربهم ، وهم الذين اختصهم الله لذلك ، وانتدبهم لذلك الأمر العظيم ، فلما ماتوا وبلغوا رسالة ربهم ، بقي الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك .
الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم ومع هذه المكانة المرموقة لأنبياء الله عند ربهم ، ورفع منازلهم ، إلا أنهم لا يعلمون الغيب ، فقد قال أولهم نوح عليه السلام : { وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ } [ هود31 ] . 
وقال آخرهم وخاتمهم محمد بن عبد الله صلى الله وسلم عليه : { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ الأعراف188 ] .

ان الجن خلق من خلق الله تعالى ، منهم الكافر ومنهم المؤمن ، قال تعالى : { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [ الأحقاف 29-32 ] ، وقال تعالى على لسان الجن : { وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً } [ الجن 14-15 ] .
فالقرآن الكريم يثبت وجود الجن ، ولا ينكر ذلك إلا جاحد لصحة القرآن ، ويثبت كتاب الله تعالى أيضاً أن هناك من الجن مؤمن وكافر ، مردة وفساق وأهل فساد ، ومع ذلك فهم لا يعلمون الغيب ، ولم يطلعوا عليه قط ، إلا ما يسترقونه من السمع ، عندما يقضي الله أمراً فيسمعون من الملائكة ، ومع ذلك يحرقهم الله بالشهب ، قال تعالى : { إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ } [ الحجر18 ] ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا قضى اللَّهُ الأمرَ في السماء ، ضَرَبَتِ الملائكةُ بأجنِحَتِها خُضعاناً لقوله ، كالسِّلسلة على صفوان ، قال عليُّ وقال غيرُهُ : صفوانٍ يَنُفَذُهم ذلك ، فإذا فزِّعَ عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربُّكم ؟ قالوا للذي قال: الحقَّ، وهو العليُّ الكبير، فيسمعُها مُسترقو السمع ، ومسترقو السمع ، هكذا واحدٌ فوقَ آخر ، وَوَصَفَ سفيانُ بيدِهِ وفرَّجَ بين أصابع يدهِ اليمنى ، نَصبَها بَعضَها فوق بعض ، فرُبما أدركَ الشهابُ المستمعَ قبل أن يَرمِيَ بها إلى صاحبِهِ فيُحرِقَه ، وربما لم يُدركهُ حتَى يرميَ بها إلى الذي يَليه _ إلى الذي هو أسفلَ منه _ حتى يُلقوها إلى الأرض ـ وربما قال سفيانُ : حتى تنتهي إلى الأرض ـ فتُلقى على فم الساحِر ، فَيَكذبُ معها مائةَ كَذبة ، فَيُصَدَّقُ ، فيقولون _ أي الناس _ : ألم يُخبرنا يومَ كذا وكذا ، يكون كذا وكذا فوجدناه حقاً ؟ للكلمةِ التي سُمعت من السماء " [ أخرجه البخاري ] .
وكما قلنا فهم لا يعلمون الغيب ، بل يسترقون علم السماء ، فيموتون قبل إيصاله إلى الأرض ، ومن يصل منهم سالماً لم يصله ممن هو فوقه شيء ، وإن وصله أمر يسير كذب معه مائة كذبة ، ثم ألقاها على فم الساحر ، فيكذب الساحر معها مائة كذبة أيضاً ، قال تعالى في قصة سليمان عليه السلام ، وكان قد قيضهم الله لنبيه ، يطيعون ولا يعصونه ، يخافون عقوبته ، منة من الله على عبده ونبيه سليمان عليه السلام ، ومع اضطهادهم وإرادتهم الخلاص من سليمان عليه السلام ، فلم يعلموا أنه قد مات وهو مرتكز على عصاه ، إلا بعد أن أكلتها دابة الأرض ، ويصور الله تعالى ضعف الجن عن معرفة الغيب في قوله سبحانه : { فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ } [ سبأ14 ] .
مما سبق ذكره من اختصاص الحق تبارك وتعالى بمعرفة الغيب ، واطلاعه عليه وحده لا شريك له ، يجب أن يعلم كل مسلم أن من ادعى علم الغيب من الكهنة والمشعوذين والسحرة والمنجمين ومن يقرءون الكف والفنجان أنهم جميعاً كفار مرقوا من الدين ، وخرجوا عن طاعة رب العالمين .
ومما تأسف له النفوس ، أن هناك جهلة وضعفاء دين من المسلمين انطالت عليهم حيل الكذابين ، فانساقوا وراء ترهات الأحلام ، وخرافات الأوهام ، حتى صدقوا المشعوذين والمبتزين ، فوقعوا ضحايا للأبراج والنجوم ، وما علموا أنهم قد تقحموا النار على بصيرة والعياذ بالله ، يتابعون الأبراج عبر الصحف والمجلات والقنوات ، فتقذفهم ذات اليمين وذات الشمال وهم في غمرة ساهون ، وعن الحساب غافلون ، ويوم القيامة لا محالة نادمون .
وكم هي الرحلات والزيارات التي يقوم بها المسلمون لأولئك السحرة والمشعوذين ، دون خوف من الله تعالى ، أو تفكير في عقابه سبحانه ، أو تأمل في وعيده لهم ، عن بعضِ أَزواجِ النبـيِّ صَلَّـى الله عَلَـيْهِ وَسَلَّـمَ ، عن النبـيِّ صَلَّـى الله عَلَـيْهِ وَسَلَّـمَ قالَ : " مَنْ أَتـى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عن شيءٍ ، لـم تُقْبَلْ لَهُ صلاةٌ أربعينَ لـيلةً " [ أخرجه مسلم ] .
وعيد شديد ، وتهديد أكيد من الله تعالى لمن عصاه وسأل كاهناً أو عرافاً بمجرد السؤال فقط ، لا من أجل أن يصدقه ، أن لا تُقبل له صلاة أربعين ليلة والعياذ بالله .
فإن سألهم وصدقهم فهي الكارثة التي لا كارثة بعدها ، لأنه في ذلك خروج من حوزة الإسلام ، إلى دائرة الكفر والعصيان ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " [ أخرجه أحمد وغيره ] ، وأخرج البيهقي من حديث عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قالَ : " مَنْ أَتَـى ساحراً أَوْ كَاهِناً أَو عَرَّافاً فَصَدَّقَهُ بـما يقولُ ، فَقَدْ كَفَرَ بِـمَا أُنْزِلَ علـى مـحمدٍ صَلَّـى الله عَلَـيْهِ وَسَلَّـمَ " .

فاحذر أيها المسلم ، وأيتها المسلمة أن تأتي عرافاً أو كاهناً أو ساحراً ، لأي غرض من أغراض الدنيا ، لا للعلاج ، ولا لكشف غمة ، ولا لأذى تلحقه بالآخرين ، ولا لإيجاد مفقود ، فكل ذلك حرام أشد الحرام ، وهو شرك بالله الواحد القهار ، الذي لا يعلم الغيب سواه ، قال سبحانه : { عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ المؤمنون92 ] .
وبالرّغم من صراحة الآياتِ في تحريم ادعاء علم الغيب ، والحذر من تصديق من ادعى ذلك ، فإنّك تأسَف لحالِ بعضِ جهَّال المسلمين وسفهائهم ، وقد وقَعوا في مثلِ هذه البلايا ، فأهلكوا أنفسهم ، وتنصلوا من دينهم ، بأنواعٍ من البدَع والضلالات ، وتعلَّقوا بالسحرة والمنجمين لمعرفة غيب لا يعلمه إلا الله عز وجل ، وتوجَّهوا إلى المشعوذين في طلبِ الحاجات ودفعِ الكربات ، حتَّى عمّت الفتنةُ كثيراً من بلاد المسلمين ، واتخذ الناس فيها رؤوساً جهالاً من الدجالين الكذابين ، ومن المعلوم أنه متى ما ظهر الجهل وأطبق ، ظهر السحرة والكهنة وأمثالهم ممن يدعون علم الغيب وشفاء المرضى والدلالة على المفقود ، لعباً بعقول المسلمين لابتزاز أموالهم ، ونهب مقدراتهم ، فيطلب الناس منهم ما لا يُطلب إلا مِن الله ، ويسوقون إليهم الهدايا والأموال ، ويقدِّمون النذورَ ، ويطلبون جلبَ النفع ودفعَ الشرور ، ونسوا أن النافع الضار هو الله الواحد القهار ، قال تعالى : { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ يونس107 ] ، وقال سبحانه : { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ } [ الأنعام17 ] .

نسأل الله تعالى أن يعيذنا من مضلات الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، اللهم إنا نعوذ بك من السحرة والكفرة والمردة ، اللهم إنا نعوذ بك من كيد الكائدين ، وحسد الحاسدين ، وحقد الحاقدين يا ذا الجلال والإكرام ، سبحان الله وبحمده ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

المصدر: صيد الفوائد

نص الآية:
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14))سبأ

وفي التفسير:
فلم يزل الشياطين يعملون لسليمان, عليه الصلاة والسلام, كل بناء، وكانوا قد موهوا على الإنس, وأخبروهم أنهم يعلمون الغيب, ويطلعون على المكنونات، فأراد اللّه تعالى أن يُرِيَ العباد كذبهم في هذه الدعوى, فمكثوا يعملون على عملهم، وقضى اللّه الموت على سليمان عليه السلام, واتَّكأ على عصاه, وهي المنسأة، فصاروا إذا مروا به وهو متكئ عليها, ظنوه حيا, وهابوه.
فغدوا على عملهم كذلك سنة كاملة على ما قيل, حتى سلطت دابة الأرض على عصاه, فلم تزل ترعاها, حتى باد وسقط فسقط سليمان عليه السلام وتفرقت الشياطين وتبينت الإنس أن الجن { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ } وهو العمل الشاق عليهم، فلو علموا الغيب, لعلموا موت سليمان, الذي هم أحرص شيء عليه, ليسلموا مما هم فيه.


الترجمة:
:English Translation

(34:14) When We executed Our decree of death on Solomon, nothing indicated to the jinn that he was dead except a worm eating away his staff. So when Solomon fell down, the jinn realised *23 that had they known what lies in the realm beyond perception, they would not have continued to be in this humiliating chastisement. *24
*23) Another meaning of the sentence can be: "The true state and condition of the jinns became clear and exposed. " According to the first meaning, it will mean: "The jinns realized that their claim to havc the knowledge of the unseen was wrong. " According to the second, it will mean: "The people who thought that the jinns possessed the knowledge of the unseen, came to know that they had no such knowledge. " 
*24) Some modern commentators havc interpreted it as follows: As the Prophet Solomon's son, Rehoboam, was unworthy and given to luxurious living and surrounded by flatterers, he could not sustain the heavy burden of responsibility that fell on his shoulders after the death of his great father. A short time after his succession, the kingdom collapsed, and the frontier` tribes (i. e. , of the jinns) whom the Prophet Solomon had subdued by his mighty power, rebelled and broke away. But this interpretation does not at all conform to the words of the Qur'an. The scene depicted by the words of the Qur'an is somewhat like this: Death came to the Prophet Solomon in a state when he was standing or sitting with-the support of a staff. His body stood in place due to the staff, and the jinns continued to perform their duties and services, thinking that he was living. At last, when the wood-louse started eating away the staff and it became hollow from within, the Prophet Solomon's body fell down; then the jinns realized that he had died. After all, why should this clear and unambiguous description of the event be construed to mean that the wood-louse implied the unworthiness of the Prophet Solomon's son, and the staff implied his power and authority and the falling down of his body implied the disintegration of his kingdom? Had Allah meant to say all this, there was no dearth of the words in the vast Arabic language. The Qur'an, in fact, has nowhere used such enigmatic language. How could the common Arabs, who were its first addressees, have solved this riddle? 
Then, the most absurd part of this interpretation is that according to it the jinns imply the people of the frontier tribes whom the Prophet Solomon had subdued to perform certain services under him. The question is, which of these tribes had claimed to have the knowledge of the unseen, and whom did the mushriks regard as the knower of the unseen? A person who reads the last words of the verse with open eyes can himself see that jinn here necessarily implies a group of beings who either had themselves made a claim to have the knowledge of the unseen, or who, the people believed, had the knowledge of the unseen; and the secret of this group's being ignorant and unaware of the unseen became disclosed when they continued to serve the Prophet Solomon under the impression that he was living, whereas he had died. This statement of the Qur'an was enough to induce an honest person to revise his this opinion that the jinn imply the frontier tribes, but the people who feel shy of admitting the existence of the hidden creation called the jinn before the materialistic world stilt insist on this interpretation of theirs in spite of the plain meaning of the Qur'an. 
At several places in the Qur'an Allah tells that the mushriks of Arabia regarded the jinns as the associates of Allah, and as His children, and used to seek their refuge: "They set up the jinns as partners with AIlah. whereas He has created them. " (Al-An'am:100). "And they have invented a blood-relationship between Allah and the jinns." (As-Saffat: 1S8). "And that, some people from among the men used to seek refuge with some people from among the jinns." (AI-Jinn: 6). 
One of their beliefs was that they regarded the jinns as the knowers of the unseen and hidden. and used to turn to them to obtain knowledge of the hidden things. Allah has related this event here in order to repudiate this belief and to make the Arabs realize that they are following the false creeds of ignorance without any valid reason, whereas the fact is that chest beliefs are absolutely baseless. (For further explanation, see E.N. 63 below). 


المقاطع الصوتية:
نوع AMR

”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”
”العجمي”
”المنشاوي”
”الحصري”




المقاطع الصوتية:
نوع MP3

”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”
”العجمي”
”المنشاوي”
”الحصري”

البطاقة السادسة والثمانين


العسل


لقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل في كتابه الكريم أيما تكريم ، وبلغ هذا التكريم منتهاه حينما خصص الله عز وجل سورة من القرآن عرفت باسم سورة النحل ، و قارئ سورة النحل يجدها تبسط العقل والقلب أنواراً باهرة من المعرفة والحكمة الإلهية .ففي كل آية من آياتها دليل واضح على نعمة من نعم الله التي لا تحصى .إن آيات سورة النحل حافلة بآيات النعم وعطايا الله للإنسان على الأرض ، ودليل وحجة على تيسير سبل انتفاع الإنسان بما خلق الله على الأرض وما أنزل عليها وما أودعه في البحار والأنهار وما أخفاه في التراب والجبال ، فلينظر الإنسان إلى هذه النحلة الضئيلة الجسم وليعرف نفعها وجهدها ومثابرتها وليعلم حكمة الله وآياته فيها فأوجد الله عز وجل النحل وسخره ليعمل العسل..وأوحى إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون وجعل في العسل مذاقاً حلواً، وطعماً شهياً فريداً .. فقد صنع بواسطة النحل بوحي من الله سبحانه وتعالى(وأوحى ربك إلى النحل...)وفي سياق الكلام عن نعم الله عز وجل في سورة النحل ، ذكر الله العسل في معجزة النحل وهو غِذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، والعسل من وسائل العلاج النبوية ، وهو مفيد بجميع أنواعه بإذن الله إذا كانت سليمة من الغش وإذا تم اختيار العسل المناسب للمرض المناسب يكون أنفع بإذن الله .ففيه شفاء لكثير من الأمراض لمن عرف قيمته وقدره ، الأمر الذي اجتذب الإنسان إليه .. فجعله يعتمده في التغذية منذ فترة طويلة جدا ً.. إذ أنه كان يجمعه من أعشاش النحل المنتشرة في الغابات والجبال و الفضل الإلهي فيما أنعم الله به على الإنسان بالعسل .. لا يتجلى في أنه سخر له من سيصنع له غذاءً مناسباً، بل إن ذلك الفضل ليتجلى في أنه جعل العسل مادة حلوة، شهية المذاق، تجذب إليها الإنسان، لينعم ، ليس بطيب مذاقها فحسب، بل بطيب فضل شفائها من حيث لا يدري .. فهو من أقوى الأسباب المادية للشفاء(ليس دواء فقط). لأن مرجعيته الوحي من القرآن العظيم والسنة الصحيحة. ويقبله العقل السليم.
وقال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم(عليكم بالشفاءين:العسل والقرآن) فجمع بين الطب البَشَرى والإلهى، وبين طب الأبدان، وطب الأرواح، وبين الدواء الأرضى والدواء السمائى. 
تركيب العسل آية إبداع للحق سبحانه:
توجد في العسل فيتامينات قد تكون هي كل ما يحتاجه جسم الإنسان من فيتامينات وهي: أ، ب1 ، ب2، ب3، ب5، ب6، د، ك، و، هـ وفوليك أسيد وحمض النيكوتنيك.. وهذه الفيتامينات أقوى وأنقى الفيتامينات التي يحتاجها الجسم، ويمتصها بسهولة خلال ساعة من تناول العسل.. خلافاً للفيتامينات المتوافرة والمتفرقة في مأكولات أخرى، وهي أبطأ وأضعف من فيتامينات العسل،
وتوجد كذلك معادن وأملاح في العسل كالحديد، والكبريت،والمغنسيوم، والفوسفور، والكالسيوم، واليود، والبوتاسيوم، والصويوم، والكلور، والنحاس والكروم، والنيكل، والرصاص، والسيليكا، والمنجنيز، والألمونيوم، والبورون، والليثيوم، والقصدير، والخارصين، والتيتانيوم.. والعجيب أن هذه من مكونات التراب الذي منه خلق الإنسان. ويوجد بالعسل خمائر وأحماض مهمة جداً لجسم الإنسان ولحياته وحيويته،
وأما الأحماض فيوجد بالعسل حمض النمليك، واللبنيك، والليمونيك، والطرطريك، والأوكساليك، والبيروجلوتاهيك، والجلولونيك.
ويوجد بالعسل هرمونات قوية منشطة فعالة بها مضادات حيوية تقي الإنسان من كافة الأمراض، وتفتك بأعتى الجراثيم والميكروبات، واكتشف أن بالعسل مادة الديوتيريوم (هيدروجين ثقيل) المضاد للسرطان.
إن أهم خواص العسل أنه وسط غير صالح لنمو البكتيريات الجرثومية والفطريات ... لذلك فهو قاتل للجراثيم، مبيد لها أينما وجد يقول أحد البروفيسورات المتخصصين: (إن كل أنواع العسل تعمل في قتل الجراثيم، رغم أن بعضها قد يكون أكثر فعالية من غيرها، وأن العسل يمنع نمو الجراثيم، ويقضي على تلك الجراثيم الموجودة في الجروح)
وقد أكدت الدراسات المخبرية والسريرية أن العسل فعال تجاه عدد واسع من الجراثيم، وليس له أي تأثيرات جانبية ضارة على أنسجة الجرح. وإضافة إلى هذا فإنه يؤمّن تنظيفًا ذاتيٌّا سريعًا للجرح، ويزيل الرائحة منه، ويحفز نمو الأنسجة التي تُلئِم الجروح وهو منقٍّ للكبد والصدر، مُدِرٍّ للبول، موافقٌ للسعال الكائن عن البلغم، وإذ لطخ به البدن المقمل والشَّعر، قتل قَملَه وصِئْبانَه، وطوَّل الشَّعرَ، وحسَّنه، ونعَّمه، وإن اكتُحل به، جلا ظُلمة البصر، وإن استُنَّ به بيَّضَ الأسنان وصقَلها، وحَفِظَ صحتَها، وصحة اللِّثةِ، ويفتح أفواهَ العُروقِ، ويُدِرُّ الطَّمْثَ، ولعقُه على الريق يُذهب البلغم، ويَغسِلَ خَمْلَ المعدة، ويدفعُ الفضلات عنها، ويسخنها تسخيناً معتدلاً، ويفتح سُدَدَها، ويفعل ذلك بالكبد والكُلَى والمثانة، وهو أقلُّ ضرراً لسُدَد الكبد والطحال من كل حلو. وهو مع هذا كله مأمونُ الغائلة، قليلُ المضار، مُضِرٌ بالعرض للصفراويين، ودفعها بالخلِّ ونحوه، فيعودُ حينئذ نافعاً له جداً.
وأن الدواءَ يجب أن يكون له مقدار، وكمية بحسب حال الداء، إن قصر عنه، لم يُزله بالكلية، وإن جاوزه، أوهى القُوى، فأحدث ضرراً آخر، واعتبار مقاديرِ الأدوية، وكيفياتها، ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب.
فالحمدلله أولا ً وآخرا ً فما جعل من داء إلا وله دواء وجعل العسل فيه شفاء للناس، والسعي والبحث في الأسباب سبيل للشفاء من بعض الأسقام كما ما ورد في الكتاب والسنة والذي يجهله كثير من الناس وصلى الله على نبينا محمد.


المراجع: الطب النبوي، صيد الفوائد، التداوي بالعسل




نص الآيات:
(وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)) النحل

وفي التفسير:
المراد بالوحى هنا الإلهام والهداية والإرشاد للنحل أن تتخذ من الجبال بيوتا تأوي إليها ومن الشجر ومما يعرشون ثم محكمة في غاية الإتقان في تسديسها ورصها بحيث لا يكون في بيتها خلل.
ثم أذن لها تعالى إذنا قدريا تسخيريا أن تأكل من كل الثمرات وأن تسلك الطرق التي جعلها الله تعالى مذللة لها أي مسهلة عليها حيث شاءت من هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة والأودية والجبال الشاهقة ثم تعود كل واحدة منها إلى بيتها لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة بل إلى بيتها وما لها فيه من فراخ وعسل فتبني الشمع من أجنحتها وتقيء العسل من فيها وتبيض الفراخ من دبرها ثم تصبح إلى مراعيها وقال قتادة وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم "فاسلكي سبل ربك ذللا" أي مطيعة فجعلاه حالا من السالكة قال ابن زيد وهو كقول الله تعالى "وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون" قال: ألا ترى أنهم ينقلون النحل ببيوته من بلد إلى بلد وهو يصحبهم؟ والقول الأول هو الأظهر وهو أنه حال من الطريق أي فاسلكيها مذللة لك نص عليه مجاهد وقال ابن جرير كلا القولين صحيح 
وقوله تعالى "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس "ما بين أبيض وأصفر وأحمر وغير ذلك من الألوان الحسنة على اختلاف مراعيها ومأكلها منها.

وقوله " فيه شفاء للناس "أي في العسل شفاء للناس أي من أدواء تعرض لهم قال بعض من تكلم على الطب النبوي لو قال فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء ولكن قال فيه شفاء للناس أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة فإنه حار والشيء يداوى بضده وقال مجاهد وابن جرير في قوله "فيه شفاء للناس" يعني القرآن وهذا قول صحيح في نفسه ولكن ليس هو الظاهر ههنا من سياق الآية فإن الآية إنما ذكر فيها العسل ولم يتابع مجاهد على قوله ههنا وإنما الذي قاله ذكروه في قوله تعالى "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين" وقوله تعالى "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين" والدليل على أن المراد بقوله تعالى "فيه شفاء للناس" هو العسل الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من رواية قتادة عن أبي المتوكل علي بن داود الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه فقال "اسقه عسلا" فدهب فسقاه عسلا ثم جاء فقال يا رسول الله سقيته عسلا فما زاده إلا استطلاقا قال "اذهب فاسقه عسلا" فذهب فسقاه عسلا ثم جاء فقال يا رسول الله ما زاده إلا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدق الله وكذب بطن أخيك اذهب فاسقه عسلا" فذهب فسقاه عسلا فبرئ.

قال بعض العلماء بالطب كان هذا الرجل عنده فضلات فلما سقاه عسلا وهو حار تحللت فأسرعت في الاندفاع فزاده إسهالا فاعتقد الأعرابي أن هذا يضره وهو مصلحة لأخيه ثم سقاه فازداد التحليل والدفع ثم سقاه فكذلك فلما اندفعت الفضلات الفاسدة المضرة بالبدن استمسك بطنه وصلح مزاجه واندفعت الأسقام والآلام ببركة إشارته عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام; وفي الصحيحين من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل هذا لفظ البخاري.

وفي صحيح البخاري من حديث سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم أو شربة عسل أو كية بنار وأنهى أمتى عن الكي".

وقوله "إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون "أي إن في إلهام الله لهذه الدواب الضعيفة الخلقة إلى السلوك في هذه المهامه والاجتناء من سائر الثمار ثم جمعها للشمع والعسل وهو من أطيب الأشياء لآية لقوم يتفكرون في عظمة خالقها ومقدرها ومسخرها وميسرها فيستدلون بذلك على أنه الفاعل القادر الحكيم العليم الكريم الرحيم.



الترجمة:
:English Translation


(16:68) And behold ! .Your Lord has inspired the bee *56 with this "Build thy hive in the mountains, trees and in the creepers over trellises:
*56) The lexical meaning of the Arabic word ('wahi ) is secret inspiration which is felt only by the one who inspires and the other who is inspired with. The Qur'an has used this word both for the instinctive inspiration by Allah to His creation in general and for the Revelation towards His Prophets in particular. Allah sends His "wahi " to the heavens with His Command and they begin functioning in accordance with it (XL: 12). He will send this to the Earth with His Command and it will relate the story of aII that had happened on and in it. (XCIX: 4-S). He sends wahi to the bee and inspires it with faculties to perform the whole of its wonderful work instinctively (v. 68). The same is true of the bird that learns to fly, the fish that learns to swim, the newly born child that learns to suck milk, etc., etc. Then, it is also wahi with which Allah inspires a human being with a spontaneous idea (XXVIII: 7). The same is the case with all the great discoveries, inventions, works of literature and art, etc. , which would not have been possible without the benefit of wahi. As a matter of fact, every human being at one time or the other feels its mental or spiritual influence in the form of an idea or thought or plan or dream, which is confirmed by a subsequent experience to be the right guidance from the unseen wahi. 
Then there is the wahi (Revelation) which is the privilege of the Prophets. This form of wahi has its own special features and is quite distinct from all' its other forms. The Prophet, who is inspired with it, is fully conscious and has his firm conviction that it is being sent down from Allah. Such a Revelation contains doctrines of creed, commandments, laws, regulations and instructions for the guidance of mankind. 

(16:69) then drink nectar from every kind of fruit, and follow the ways made smooth by the Lord. " *57 From its belly comes out a fluid of varying hues wherein is healing for mankind. *58 Here is indeed a Sign for those people who ponder over it. *59
*57) " . . . . follow the ways made smooth by thy Lord" : ". . . . . work in accordance with the methods which have been taught to thee by Allah's wahi for the smooth running of hive life" . It is Allah's wahi (instinctive inspiration) that has taught the bees how to build their wonderful factory with separate combs to rear brood, combs to turn nectar into honey, combs to store food, in short, separate combs to fulfil every aspect of hive life. It is wahi that has taught the bees how to organize themselves into a co-operative society for collective effort to run the "factory" with the queen and thousands of workers to perform a variety of specific tasks. AII these things have been made so smooth for them by wahi that the bees never feel the necessity of ever thinking about it. They have been running smoothly their factory with their collective effort for thousands of years with perfect accuracy. 
*58) Though honey is a wholesome food with a sweet taste and has medicinal power as well, its latter quality has been mentioned only because the former is too obvious. It is used as a medicine to cure several diseases because it contains the juice and glucose of flowers and fruits in the best form. Besides this, it is also used in preparing and preserving other medicines because it does not rot. It also preserves other things from decay. That is why it has been used for centuries as a substitute for alcohol. And if the bee-hive is built at a place, which abounds in certain medicinal herbs, its honey dces not remain mere honey, but becomes also the essence of that herb. It is expected that if bees are used methodically for extracting essence from herbs, etc. , that essence will prove to be much better than the one obtained in the laboratories. 
*59) This passage (vv. 48-69) contains proofs of Tauhid and Life-afterdeath. These were necessitated, for the disbelievers and .he mushriks were bitterly opposed to the Holy Prophet mainly because of these two doctrines. The acceptance of the first doctrine demolished the whole system of life based on shirk or atheism because to acknowledge Allah to be the sole Providence, the Helper and the protector left no room for the worship of any god or goddess. The proof of Tauhid is based on the observance of the structure of the cattle, the bees, the date-palms and vine-yards and their usefulness to mankind. Naturally the question arises: Who has designed these in the manner and for the purpose they have been created? The only obvious answer is that it is the All-Wise and AlI-Beneficent Allah Who has designed all these things for the benefit of mankind to produce such varieties of food that are so wholesome and so tasty. The Prophet, therefore, rightly demanded, "When you yourselves admit, and you cannot but admit, that it is Allah alone Who has provided milk, honey, dates, grapes and the like, He and none but He is worthy of your worship, praise, gratitude and allegiance. Why do you then insist on making offerings to your self-made gods and goddesses?" 
The second doctrine to which the disbelievers took strong objection was that there is surely the Life-after-death. They were against this doctrine for its acceptance changed the whole moral system and they were not prepared to change their immoral ways. Their objection was based on the presumption that it was impossible to bring to life anyone after death. 
They have been asked to observe that the barren land, which once had been covered with vegetable life, was again covered with it after rainfall and they have been watching such repetition of life year after year. That Allah, Who could so easily bring to life the dead vegetable, could do the same and bring to life all the dead without any difficulty at all. 


المقاطع الصوتية:
نوع AMR

”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”المحيسني”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”




المقاطع الصوتية:
نوع MP3

”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”المحيسني”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”


البطاقة الخامسة والثمانين


الأَيمَان وكفارتها


تساهل بعض الناس في أمور الدين وأصبح تجاوزها أو التحايل عليها أمرا ً طبيعيا ً لديهم! فمنهم من يجعل الله عرضة لأَيمَانه الكاذبة ويقطع الأيمان بدون حاجة ويستمر ويتمادى ويتجاوز في ذلك! وعند قطع حلفه يبحث عن الأعذار والتجاوزات أو التحايل على الكفارة... مهلا ً أخي في الدين أمور عظيمة يجب تعظيمها وعدم تجاوزها واتباع ما جاء في القرآن والسنة. 

ان الأيمان من شعائر الله التي بها يعظّم جل وتعالى والتي أمر الله تعالى بتعظيمها حق التعظيم و اليمين بالله عزّ وجلّ أمرها خطير، ولا ينبغي للمسلم أن يتساهل في شأن اليمين ويكثر من الأيمان من غير داع إلى ذلك، بل ينبغي للمؤمن عدم الحلف إلا عند الحاجة، ولا يحلف على صدق وعلى بر،فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن كثرة الأيمان، وأن لا يعوِّد لسانه ذلك؛ لأنها مسؤولية كبيرة، ‏والأصلُ في اليمين الحِلُّ؛ بمعنى: أنَّه لا يكره الحلف، بل يستحبُّ، إذا كانت تتعلق به مصلحة دينيَّة أو دنيوية، من إصلاحٍ بين مُتخاصمين ونحوه، فالوسائلُ لها أحكامُ المقاصد،فحتَّى لو حلف على أمر، ثُمَّ كان غيره أفضل منه، شرع له أنْ يكفر عن يمينه، ويأتي الأفضل الذي حلف عليه؛ فعن عبدالرحمن بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: ((إذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيرًا منها، فكفِّر عن يمينك، وَأْتِ الذي هو خير)) ؛ 

معنى الحلف:
والـحَلِفُ: الـيمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنـية .
ويسمى الحلف " يميناً " قال في القاموس 
واليَمينُ: القَسَمُ.
- واليمين ( الحلف ) في الشرع : 
هي توكيد الأمر المحلوف عليه بذكر الله، أو اسم من أسمائه، أو صفة من صفاته على وجه مخصوص، وتسمى الحلف أو القسم. واليمين فيها معنى التعظيم للمحلوف به .
حكم الحلف بغير الله .
الحلف بغير الله له حالات :
1 - شرك أكبر : إن اعتقد الحالف أن المحلوف به مساوٍ لله تعالى في التعظيم .
2 - شرك أصغر : تعظيم المحلوف به من غير اعتقاد المساواة .
أقسام اليمين .
أقسام اليمين ثلاثة :
1- اليمين المنعقدة وهي : يمين على أمر مستقبل وهي تنعقد، وفيها الكفارة إن حنث.
2- اليمين الغموس وهي : يمين على أمر مضى كذباً ، وهي من أكبر الكبائر ، وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار ؛ ولا تنعقد ولا كفارة فيها وتجب المبادرة بالتوبة منها والندم على ما حصل منه، وأن لا يعود إلى الحلف بهذه اليمين‏.‏
3- اليمين اللغو وهي على نوعين :
- قسم على أمر ماضٍ بغلبة الظن فبان خلافه .لا حنث فيه ولا كفارة .
- قسم مما يجري على اللسان حيث لا يقصد اليمين كقوله : لا والله .. لتأكلن والله . .
وهذه اليمين لا تنعقد، ولا كفارة فيها، ولا يؤاخذ بها الحالف،
واللغو قال الراغب هو في الأصل ما لا يعتد به من الكلام , والمراد به في الأيمان ما يورد عن غير روية فيجري مجرى اللغاء وهو صوت العصافير , وهي كقول الرجل: لا والله، وبلى والله من غير أن يقصد اليمين، أو أن يحلف على شيء يظنه كما حلف، فتبين أن الأمر على خلاف ما يعتقده، فهذه اليمين لا كفارة فيها عند أكثر أهل العلم
قوله ( عقدتم ) قرئ بتشديد القاف وتخفيفها , وأصله العقد وهو الجمع بين أطراف الشيء , ويستعمل في الأجسام ويستعار للمعاني نحو عقد البيع والمعاهدة , قال عطاء : معنى قوله عقدتم الأيمان : أكدتم . وهي أن يحلف أن يفعل شيئاً فلم يفعله، أو لا يفعل شيئاً ففعله، فعليه الكفارة،

كفارة اليمين
فيخير الإنسان بين ثلاثة أمور:
1- إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله ، فيعطي كل مسكين نصف صاع من غالب طعام البلد ، كالأرز ونحو ، ومقداره كيلو ونصف تقريبا، وإذا كان يعتاد أكل الأرز مثلاً ومعه إدام /مَرَق فينبغي أن يعطيهم مع الأرز إداماً أو لحماً ، ولو جمع عشرة مساكين وغداهم أو عشاهم كفى .
2- كسوة عشرة مساكين ، فيكسو كل مسكين كسوة تصلح لصلاته ، فللرجل قميص (ثوب) أو إزار ورداء ، وللمرأة ثوب سابغ وخمار .
3- تحرير رقبة مؤمنة .
فمن لم يجد شيئا من ذلك، صام ثلاثة أيام متتابعة .
وجمهور العلماء على أنه لا يجزئ إخراج الكفارة نقودا .
قال ابن قدامة رحمه الله : " لا يُجْزِئُ في الكفارة إِخراج قيمة الطعام ولا الكسوة ، لأن الله ذكر الطعام فلا يحصل التكفير بغيره ، ولأن الله خَيَّرَ بين الثلاثة أشياء ولو جاز دفع القيمة لم يكن التَخْيِيرُ منحصراً في هذه الثلاث ... " اهـ .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
فإن لم يجد الإنسان لا رقبة ولا كسوة ولا طعاماً فإنه يصوم ثلاثة أيام ، وتكون متتابعة لا يفطر بينهما . اهـ .
• الاستثناء في الحلف :
إذا قال الحالف بعد حلفه : ( إن شاء الله ) فهو مخير : إن شاء مضى في يمينه وإن شاء ترك ( من حلف فاستثنى ) . 
ويلزم أن يكون الاستثناء متصلا . إلا أن يكون فاصلا عارض كتثاؤب أو عطاس ..
وإن من تعظيم الله تعالى حق التعظيم أن يصرف له كل أمر لا ينبغي إلا له كالدعاء والحلف والنذر ، وأن يُعظّم الله تعالى في كل عبادة لا أن تتخذ على سبيل من الاستهانة وعدم التوقير .
فإن تعظيم الله تعالى يورث طهارة القلب والتقوى ،كما قال الله تعالى : " ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ "

المصدر: صيد الفوائد ,الالوكة , طريق الإسلام


نص الآيات:
(وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225)) البقرة

وفي التفسير:المقصود من اليمين، والقسم تعظيم المقسم به, وتأكيد المقسم عليه، وكان الله تعالى قد أمر بحفظ الأيمان, وكان مقتضى ذلك حفظها في كل شيء، ولكن الله تعالى استثنى من ذلك إذا كان البر باليمين, يتضمن ترك ما هو أحب إليه، فنهى عباده أن يجعلوا أيمانهم عرضة, أي: مانعة وحائلة عن أن يبروا: أن يفعلوا خيرا, أو يتقوا شرا, أو يصلحوا بين الناس، فمن حلف على ترك واجب وجب حنثه, وحرم إقامته على يمينه، ومن حلف على ترك مستحب, استحب له الحنث، ومن حلف على فعل محرم, وجب الحنث, أو على فعل مكروه استحب الحنث، وأما المباح فينبغي فيه حفظ اليمين عن الحنث. ويستدل بهذه الآية على القاعدة المشهورة, أنه " إذا تزاحمت المصالح, قدم أهمها " فهنا تتميم اليمين مصلحة, وامتثال أوامر الله في هذه الأشياء, مصلحة أكبر من ذلك, فقدمت لذلك. ثم ختم الآية بهذين الاسمين الكريمين فقال: { وَاللَّهُ سَمِيعٌ } أي: لجميع الأصوات { عَلِيمٌ } بالمقاصد والنيات, ومنه سماعه لأقوال الحالفين, وعلمه بمقاصدهم هل هي خير أم شر، وفي ضمن ذلك التحذير من مجازاته, وأن أعمالكم ونياتكم, قد استقر علمها عنده منه ولا كسب قلب, ولكنها جرت على لسانه كقول الرجل في عرض كلامه: " لا والله " و " بلى والله " وكحلفه على أمر ماض, يظن صدق نفسه، وإنما المؤاخذة على ما قصده القلب. وفي هذا دليل على اعتبار المقاصد في الأقوال, كما هي معتبرة في الأفعال. { والله غفور } لمن تاب إليه, { حليم } بمن عصاه, حيث لم يعاجله بالعقوبة, بل حلم عنه وستر, وصفح مع قدرته عليه, وكونه بين يديه.

الترجمة:
:English Translation

(2:224) Do not use Allah's name for such oaths which are taken to keep back from virtue, piety and the welfare of mankind: *243
*243). Authentic Traditions indicate that if a person takes a vow and discovers later that righteousness and common good are best served by breaking that vow then he should do so. Expiation consists in either feeding or providing clothes for ten poor people, or setting free a slave, or fasting for three days. 

(2:225) Allah hears everything you utter and knows everything. Allah does not call you to Account for unintentional and meaningless oaths, *244 but will surely take you to task for oaths taken deliberately and in earnest : Allah is Forgiving and Forbearing.
*244). This refers to oaths which one utters either through habit or without any intent and purpose. The breach of such vows neither entails expiation nor makes man liable to God's reproach. 

المقاطع الصوتية:
نوع AMR

”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”المحيسني”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”


المقاطع الصوتية:
نوع MP3

”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”المحيسني”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”


نص الآية:
(لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (89)) المائدة
وفي التفسير:
{ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ } أي: في أيمانكم التي صدرت على وجه اللغو، وهي الأيمان التي حلف بها المقسم من غير نية ولا قصد، أو عقدها يظن صدق نفسه، فبان بخلاف ذلك. { وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ } أي: بما عزمتم عليه، وعقدت عليه قلوبكم. كما قال في الآية الأخرى: { وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } { فَكَفَّارَتُهُ } أي: كفارة اليمين الذي عقدتموها بقصدكم { إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ } وذلك الإطعام { مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ } أي: كسوة عشرة مساكين، والكسوة هي التي تجزئ في الصلاة. { أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ } أي: عتق رقبة مؤمنة كما قيدت في غير هذا الموضع، فمتى فعل واحدا من هذه الثلاثة فقد انحلت يمينه. { فَمَنْ لَمْ يَجِدْ } واحدا من هذه الثلاثة { فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ } المذكور { كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ } تكفرها وتمحوها وتمنع من الإثم. { وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ } عن الحلف بالله كاذبا، وعن كثرة الأيمان، واحفظوها إذا حلفتم عن الحنث فيهـا، إلا إذا كان الحنث خيرا، فتمام الحفظ: أن يفعل الخير، ولا يكون يمينه عرضة لذلك الخير. { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ } المبينة للحلال من الحرام، الموضحة للأحكام. { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } اللهَ حيث علمكم ما لم تكونوا تعلمون. فعلى العباد شكر الله تعالى على ما منَّ به عليهم، من معرفة الأحكام الشرعية وتبيينها.


الترجمة:
:English Translation


(5:89) Allah does not take you to task for the oaths you utter vainly, but He will certainly take you to task for the oaths you have sworn in earnest. The expiation (for breaking such oaths) is either to feed ten needy persons with more or less the same food as you are wont to give to your families, or to clothe them, or to set free from bondage the neck of one man; and he who does not find the means shall fast for three days. This shall be the expiation for your oaths whenever you have sworn (and broken them.) *106 But do keep your oaths. *107 Thus does Allah make clear to you His commandments; maybe you will be grateful.
*106). Since some people had taken an oath prohibiting for themselves the things which He had permitted, God laid down this injunction regarding oaths made inadvertently. The injunction makes it unnecessary to feel bound by the terms of inadvertent oaths, and for which one will not be reproached by God. And if a person had deliberately made an oath which entails sin he should not abide by his oath and should expiate it (see Towards Understanding the Qur'an, vol. I, Surah 2, nn. 243-4; for expiation see Surah 4, n. 125 above). 
*107). To be mindful of one's oaths has several meanings. First, one should make proper use of oaths and should not employ them either frivolously or sinfully. Second, when a person takes an oath, he should take care not to forget it lest he be led to break it. Third, when a man deliberately takes an oath regarding something sound in itself he should pay the penalty if he happens to violate it. 

المقاطع الصوتية:
نوع AMR

”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”المحيسني”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”


المقاطع الصوتية:
نوع MP3

”الحذيفي”
”السديس”
”علي جابر”
”الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
”المعيقلي”
”العفاسي”
”الأحمد”
”فارس عباد”
”الدوسري”
”المحيسني”
”القاسم”
”الغامدي”
”القطامي”

البطاقة الرابعة والثمانين


الدعوة

الحمد لله الذي أوجد الخلق من العدم وغذاهم بالنعم وسخر لهم ما في السماوات ومافي الأرض (ألم تروا أن الله سخر لكم مافي السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) كل ذلك ليقوموا بعبادته على المنهج الذي شرعه من خلال إرسال الرسل وإنزال الكتب.
وتم وعد الله فأشرقت الأرض بشمس الهدى ودخل الناس في دين الله أفواجا (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) .
فكان لابد لهذا الدين الذي كمل من عناية ولتلك النعمة التي تمت من رعاية لذلك فقد حمل الله الأمة مسؤولية هذا الدين الذي ارتضاه بالتمسك به وتطبيقه في جميع شؤون الحياة في العبادات والمعاملات سواء في ذلك الفرد والمجتمع
وقد أمر صلى الله عليه وسلم بالبلاغ عنه كما في الحديث الذي رواه البخاري (بلغوا عني ولو آية).
ومن هنا جاءت أهمية الدعوة إلى الله لأنها وظيفة الرسل وأتباعهم (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).

قال الإمام ابن القيم رحمه الله : فمن دعا إلى الله فهو على سبيل رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهو على بصيرة وهو من أتباعه ، ومن دعا إلى غير ذلك فليس على سبيله ، وليس على بصيرة ولا هو من أتباعه وهؤلاء المبلغون عنه من أمته ، لهم من حفظ الله و عصمته إياهم ، بحسب قيامهم بدينه وتبليغهم له ، وتبليغ سنته صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو ، لأن تبليغ السهام يفعله كثير من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم جعلنا الله منهم بمنه وكرمه . ا.هـ
ثم حمل الخلفاء الراشدون من بعد النبي صلى الله عليه وسلم الأمانة، وواصلوا السير بالدعوة إلى الله على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم، ففتحوا البلاد بالحجة والبيان قبل السيف والسنان ووصل الإسلام مشارق الأرض ومغاربها ، وظلت الدعوة إلى الله هي الهمُّ الأكبر والشغل الشاغل للمسلمين حتى طال الأمد وضعف الوازع وفتر الدعاة وظهرت دواعي الهوى، فكان لابد من بعث الهمم إلى الدعوة الله وبث روح الاعتزاز بالدين .
وأعظم فضائل الدعوة على هذه الأمة هي الخيرية المطلقة التي نالت بها قصب السبق على كل الأمم
(كنتم خير أمة أخرجت للناس ..) لأن نفع الناس وتعليمهم الهدى والخير من أعظم الأعمال التي يحبها الله جل جلاله ( ومن أحسن قولا ممن دعا ..) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) متفق عليه
وإن من بركة الدعوة إلى الله ما يكون لها من آثار طيبة من رجوع إلى الحق والعمل به وانتشار الخير واندحار الشر وأهله وإن أعظم الآثار قاطبة ما يعيشه المسلمون إلى يوم القيامة من إيمان بالله وتوحيد خالص وخروج من الظلمات إلى النور ببركة دعوة سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أتى الصحابة من بعده عليه الصلاة والسلام ودعوا إلى الله فكانت لدعوتهم آثار عظيمة فإنهم قد نشروا الإسلام شرقا و غربا ثم من جاء بعدهم من السلف..
إن الدعوة إلى الله تعالى يقصد بها كل ما فيه ترغيب في الدعوة إلى دين الله والتمسك به، ويجمل ذلك ويوضحه قول الله تبارك وتعالى (ادع إلى سبيل ربك) فسبيل الله هو الإسلام وهو الصراط المستقيم هو الذي يجب الدعوة إليه لا إلى مذهب فلان ولا إلى رأي فلان، ولكن إلى دين الله الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام وعلى رأس ذلك الدعوة إلى العقيدة الصحيحة وتوحيد الله بالعبادة والإخلاص له.
ويدخل في ذلك الدعوة إلى ما افترض الله على العباد من واجبات من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ بما شرع الله في الطهارة والصلاة والمعاملات والنكاح والطلاق والجنايات والحرب والسلم وفي كل شيء لأن دين الله عز وجل شامل يشمل مصالح العباد والمعاش والمعاد، ويشمل مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويشمل الأخوة الإيمانية والجمع بين المسلمين والتأليف بينهم.
إذا فالمقصود من الدعوة إخراج الناس من الظلمات إلى النور وإرشادهم إلى الحق حتى يأخذوا به وينجوا من النار ومن غضب الله وإخراج الكافر من ظلمة الكفر إلى نور والهدى وإخراج الجاهل من ظلمة الجهل إلى نور العلم والعاصي من ظلمة المعصية إلى نور الطاعة.
وبعد أن بين الله تعالى في الآية المتقدمة المقصود بالدعوة ( ادع إلى سبيل ربك ..) بين شيئاً من أساليب الدعوة فقال (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) فبين الكيفية التي ينبغي أن يتصف بها الداعية ويسلكها فإنها تكون أولاً بالحكمة والمراد بها الأدلة المقنعة الموضحة للحق وأعظم ذلك الأدلة من الكتاب والسنة وهذا الأسلوب إنما يكون لمن كان طالبا للحق محبا له فإن كان عنده جفاء وشدة فينتقل معه إلى الأسلوب الآخر وهو الموعظة الحسنة وهي الموعظة بالترغيب والترهيب فإن كان معاندا معارضا فينتقل معه إلى الأسلوب الآخر وهو المجادلة بالتي هي أحسن أي الذي لايكون فيها غلظة أو فضاضة لأن هذا أقرب إلى الانتفاع بالحق وقبوله وتأثر المدعو.
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - في معنى الآية: "ذكر - سبحانه - مراتبَ الدعوة، وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو؛ فإنه:
إما أن يكون طالبًا للحق، راغبًا فيه، محبًّا له، مؤثرًا له على غيره إذا عرفه؛ فهذا يُدْعَى بالحكمة، ولا يحتاج إلى موعظة وجدال.
وإما أن يكون مشتغلاً بضد الحق، ولكن لو عرفه آثَرَه واتبعه؛ فهذا يحتاجُ مع الحكمة إلى الموعظةِ بالترغيب والترهيب.
وإما أن يكون معاندًا معارضًا؛ فهذا يجادَلُ بالتي هي أحسن، فإن رجع وإلا انتُقِل معه من الجدال إلى الجِلاد إن أمكن؛ اهـ.
وبعبارة أخرى: فإن المخاطَبَ لا يخلو أن يكون على أحد مراتبَ ثلاثٍ حين تلقِّيه الخطاب الحق الواضح:
أولها: أن يكونَ خاليَ الذهن، لا يكاد يسمع الحق إلا وأذعن إليه، وأقبل بخيلِهِ ورَجِله عليه؛ فهو سَلِس القِياد للحق، ليس بحاجة لخطاب ينتهزُه، أو كلمة تنتهره، أو منبر يقرعه؛ بل هو بأمسِّ الحاجة إلى الحكمة؛ فهذا يُكتفى معه بإلقاءِ الحق إليه وحسب، بعبارة لطيفة، وكلمات رقيقة.
ثانيها: أن يكون معترفًا مقِرًّا بصدق ما تدعوه إليه، ولكنه لا يوافِق عَملُه عِلمَه؛ فهذا يُحَثُّ على العلم الذي يخالفه بعملِه، بالموعظة الحسنة ترغيبًا وترهيبًا؛ لأنه أحوج ما يكون إلى الجذب إليه، وهذا في الغالب يكون مع الصالحين الذين قال الله - عز وجل - عنهم: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].
ثالثها أن يكون بحاجة إلى إزالة العوائقِ عنه.
فأوضَحَ اللهُ - عز وجل - في هذه الآية قواعدَ الدعوة ومبادئها، وعيَّن وسائلها وطرائقها، حسب مقتضياتها، وبيَّن أن الأصلَ فيها الحكمة والموعظة الحسنة، التي تُدْخله إلى القلوب برِفْق، وتتعمق المشاعر معه بلُطف، حتى تهتدي القلوب الشاردة، وتؤلف النفوس النافرة، بعيدًا عن الزجر والتأنيب، والتوبيخ والتقريع.
وإن للحق نورًا باهرًا، وللفضيلة جمالاً ساحرًا، ولكنَّ النفوسَ الناشئةَ في بيئة خاسرة، أو الغارقةَ في أهواءٍ سافلة، يقف أمامها الحقُّ فتخاله باطلاً، وتتعرَّض لها الفضيلةُ فتحسبها شيئًا منكرًا، فلا يكفي في دعوة الحق أن يطرقَ الداعي بها المجالسَ، ويصدع بها في المحافل، من غير أن يشدَّ أَزْرَها بالحجَّة، حتى تتضح المحجة، ويتخيَّر لها الأسلوبَ الذي يجعلها مألوفةً للعقول، خفيفةَ الوقع على الأسماع والفهوم.
إن من المعلوم أن للوسائل أهمية كبيرة في تحقيق المقاصد ، وإن أعظم مقاصد الدعوة إلى الله تعالى تبليغ رسالة الإسلام ونشر الخير ، وإن تيسّر أسباب الدعوة إلى الله تعالى والوسائل المحققة لهذا المقصد العظيم كثيرة لا حصر لها وسهولة طرقها وتنوّعها مدعاة إلى المسارعة والمسابقة إلى الخيرات، فلقد تيسّر لنا في هذا الزمان ما لم يتيسّر لغيرنا من وسائل الدعوة وتنوّعها وسهولتها.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا يُنْقِص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا» [رواه مسلم] لذا كان من الضروري أن يتعرف الناس عموما والدعاة إلى الله خصوصا على أفضل الوسائل لتبليغ دين الله عز وجل لا سيما ونحن نعيش في زمن تطورت فيه الوسائل وأصبح العالم كالقرية الواحدة.
ومن هذه الطرائق أو الأساليب:
• اختيار أرق الجُمَل والتعبيرات، وألطف التراكيب والعبارات، في مخاطبة الطرف الآخر؛ يقول -سبحانه وتعالى-: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]؛ لأنه أوقعُ في النفوس، وأبلغُ وأنجع في حصول المقصود، وإظهار الحق وتأثيره.
• اختيار الأوقات المناسبة في بعض الأحيان، قد يكون سببًا في حل المشكلات، وفض الاشتباكات، وكثيرًا ما يَهدي القلوبَ الشاردة، ويؤلِّف النفوسَ النافرة، ويأتي بخير مما يأتي به لو كان في وقت آخر.
• العمل بالسياسة الشرعية في الدعوة، والحرصُ على رعاية مصالحِ الأمة، واتخاذ الحكمة لذلك سبيلاً وطريقًا، ومنهجًا وسلوكًا.
• البعد عن الغِلظة، والحذر من استخدام المفردات الجافة، والعبارات الفظة غير المرغوب فيها، ناهيك عن سِبابِ الناس وإيذائهم وتحقيرهم وازدرائهم وغير ذلك، من الممارساتِ الناجمة أساسًا عن عدم الحكمة، والاعتراف بالآخرين، والأنا الزائدة، وهؤلاء لا ينبغي لهم أن يتصدَّروا لمثلِ هذا المقامِ الرفيع؛ لأنه لا يمكِنُهم أن يحقِّقوا منه أي نتائج إيجابية، وقديمًا قيل: فاقدُ الشيء لا يعطيه.
• السعي الدؤوب إلى التطبيق العملي لأساليب الرسول - صلى الله عليه وسلم - الدعوية في شتى المجالات، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - مبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله - عز وجل - بالحكمةِ والموعظة الحسنة، فلكأنه السراجُ المنير، فإن لهذه التربيةِ النبوية الكريمة الأثرَ الكبير في توجيهِ النفوس نحو الخيرِ والفضيلة.
• سطَّر أصحابُ رسول الله - صلى اللهُ عليه وسلم، ورضِيَ اللهُ عنهم - أروعَ الأمثلة التطبيقية والعملية في الدعوة إلى الله - عز وجل - وَفْق ما كان عليه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - وفطنوا إليها، وخاطبوا الناس بها، فنجحوا في دعوتهم - وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - فيحسُنُ بك - أيها الداعيةُ - النظرُ في سيرتهم، والاقتداءُ بهم، والسير على منوالهم؛ فإنهم أنوار الدجى، ومَصابِيحُ الهُدى لِمَنْ غَوى، وإن عوى من عوى.
• السعي إلى تطوير أساليب الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، والتفطُّن لأفضل الأساليب في الدعوةِ إلى الله - عز وجل - وتبليغها إلى كلِّ مَن لم تبلُغْه في كل مكان في العالم، باستخدام كلِّ الوسائل التي يسَّرها الله - عز وجل - للإنسان.
• لا ينبغي أن تُسنَدَ الدعوةُ إلى الله - عز وجل - عمومًا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجه الخصوص إسنادًا مطلقًا، إلا لمن جمع بين العلم والحكمة والصبر على أذى الناس؛ لأنها وظيفةُ الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وأتباعِهم.
• مخاطبة الناس على قدر عقولهم واستعداداتهم، بالمقالةِ المحكَمة الظاهرة، والكلمة الواضحة البينة، والعِبَر النافعة المُقنعة، والدليل الموضح للحق المزيل للشبهة، على وجهٍ لا يخفى على النَّاس وجهُ الحق فيه، أو يلتبسُ.
• التلطف في دعوة الناس إلى الله - عز وجل - ينبغي أن يكونَ في الأسلوب الذي يبلِّغ به الداعية، لا في الحقيقة التي يبلِّغهم إياها؛ لأن الحقيقة يجب أن تبلَّغ إليهم كاملة، أما الأسلوب فيتبع المقتضيات القائمة، ويرتكز على قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة على وَفْق ما سبق.
وهذه الأمور إذا فقهها الدعاة إلى الله - عز وجل - فإنها ولا شك سببٌ مهم في انفتاح قلوب الناس للنور والهدى، والداعية الحكيم هو الذي يستطيع - بتوفيق الله عز وجل - امتلاكَ زمام القلوب، بحُسن البيان، وجميل التصرف، وكريم السجايا والطباع.
وكم اهتدى فئامٌ من الناس على يد دعاة موفَّقين! وكم صُدَّ عن الحق كثيرٌ ممن لم يُرزَقِ التوفيقَ والحكمة! فالأمرُ يحتاج إلى معالجة حكيمة، أشبه ما تكون بمعالجة الطبيب الناصح للمريض وقد أعضله الداء.
وختاما..
كلنا دعاة إلى الله فمن منا من لا ذنب له أو كاملا ً بدون خطأ ولنحتسب ذلك في جميع أمور حياتنا وليست النصيحة والتذكير مخصوصة بفئة معينة من الناس أو وقت/مكان مخصوص، وقد يكون الأسلوب الحسن في التعامل أو ابتسامة عابرة لها الأثر الكبير على الناس
فنسأل الله أن يوفقنا جميعا لحسن الدعوة إليه وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا

نص الآية:
(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ(44)) طه

وفي التفسير:
{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا } أي: سهلا لطيفا، برفق ولين وأدب في اللفظ من دون فحش ولا صلف، ولا غلظة في المقال، أو فظاظة في الأفعال، { لَعَلَّهُ }بسبب القول اللين { يَتَذَكَّرُ } ما ينفعه فيأتيه، { أَوْ يَخْشَى } ما يضره فيتركه، فإن القول اللين داع لذلك، والقول الغليظ منفر عن صاحبه، وقد فسر القول اللين في قوله: { فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى* وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } فإن في هذا الكلام، من لطف القول وسهولته، وعدم بشاعته ما لا يخفى على المتأمل، فإنه أتى بـ " هل " الدالة على العرض والمشاورة، التي لا يشمئز منها أحد، ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس، التي أصلها، التطهر من الشرك، الذي يقبله كل عقل سليم، ولم يقل " أزكيك " بل قال: " تزكى " أنت بنفسك، ثم دعاه إلى سبيل ربه، الذي رباه، وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة، التي ينبغي مقابلتها بشكرها، وذكرها فقال: { وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى } فلما لم يقبل هذا الكلام اللين الذي يأخذ حسنه بالقلوب، علم أنه لا ينجع فيه تذكير، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر.

المصدر: صيد الفوائد، الألوكة

الترجمة:
:English Translation


(20:44)
Talk to him in a gentle manner; may be that he is convinced by admonition or imbued with fear." *18
*18)
The only two ways of bringing a man to the Right Way are: ( 1 ) To convince him by argument and admonition, or (2) to warn him of the consequences of deviation. 
*18)
a. It appears that they implored AIIah thus before going before Pharaoh when Prophet Moses had reached Egypt and Aaron had joined him in the propagation of the Mission. 

المقاطع الصوتية:
نوع AMR
” الحذيفي”
” السديس”
”علي جابر”
” الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
” المعيقلي”
” الأحمد”
”فارس عباد”
”العفاسي”
” الدوسري”
” الغامدي”
” المحيسني”
” القاسم”
” القطامي”



المقاطع الصوتية:
نوع MP3


” الحذيفي”
” السديس”
”علي جابر”
” الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
” المعيقلي”
” الأحمد”
”فارس عباد”
” العفاسي”
” الدوسري”
” الغامدي”
” المحيسني”
” القاسم”
” القطامي”





نص الآية:
(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(125))النحل

وفي التفسير:
أي: ليكن دعاؤك للخلق مسلمهم وكافرهم إلى سبيل ربك المستقيم المشتمل على العلم النافع والعمل الصالح { بِالْحِكْمَةِ } أي: كل أحد على حسب حاله وفهمه وقوله وانقياده.
ومن الحكمة الدعوة بالعلم لا بالجهل والبداءة بالأهم فالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتم، وبالرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه بالدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.
إما بما تشتمل عليه الأوامر من المصالح وتعدادها، والنواهي من المضار وتعدادها، وإما بذكر إكرام من قام بدين الله وإهانة من لم يقم به.
وإما بذكر ما أعد الله للطائعين من الثواب العاجل والآجل وما أعد للعاصين من العقاب العاجل والآجل، فإن كان [المدعو] يرى أن ما هو عليه حق. أو كان داعيه إلى الباطل، فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلا ونقلا.
ومن ذلك الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق لا المغالبة ونحوها.
وقوله: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ } علم السبب الذي أداه إلى الضلال، وعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها.
{ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم منَّ عليهم فاجتباهم.


الترجمة:
:English Translation


(16:125)
O Prophet invite to the way of your Lord with wisdom and excellent admonition *122 and discuss things with people in the best manner. *123 Your Lord knows best who has gone astray from His Way and He knows best who is rightly guided.
*122) This instruction is very important for those who are engaged in the propagation of Islam. They should always keep in view two things- "wisdom" and "excellent admonition". "Wisdom" implies that one should use discretion in the work of propagation and should not do this blindly like foolish people. Wisdom demands that one should keep in view the intelligence, capability and circumstances of the addressees and convey the Message in accordance with the requirements of the occasion. Moreover, one should refrain from applying one and the same method to each and every person or group but should first diagnose the real disease of the addressee and then cure it by appealing to his head and heart. 
"Excellent admonition" implies two things: (1) One should not be content with convincing the addressee with arguments alone but should also appeal to his feelings. Likewise one should not confine oneself merely to arguments in condemning evils and deviations but should try to convince the other of their repugnance that lies embedded in the human nature. One should also warn of the worst consequences of those evils. Besides, one should not only try to convince the addressee rationally of the soundness and excellence of guidance and righteous deeds but should also create in him interest and love for them. (2) Admonition should be administered in such a manner as to show sincere concern for and the welfare of the addressee. Nothing should be said or done to create the impression that the admonisher is looking down upon him and taking pleasure in his own feeling of superiority. On the contrary, he should feel that the admonisher is filled with the strong desire for his reform and welfare. 
*123) "Best manner" implies that one should have a sweet tongue, show noble character and give reasonable and appealing arguments, and refrain from indulging in polemics, argumentation and controversies. The one who discusses things with people in the best manner, does not resort to accusations, crooked arguments, taunts, nor makes fun of the opponent in order to defeat him and to win applause for his own superiority in argument. For these things will produce obduracy and obstinacy. In contrast to this, he will try to convince the other in a simple and humble way, and when he feels that the other person has come down to crooked arguments, he will leave him alone lest the other should go further and further astray in his deviation. 

المقاطع الصوتية:
نوع AMR


” الحذيفي”
” السديس”
”علي جابر”
” الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
” المعيقلي”
” الأحمد”
”فارس عباد”
”العفاسي”
” الدوسري”
” الغامدي”
” المحيسني”
” القاسم”
” القطامي”



المقاطع الصوتية:
نوع MP3

” الحذيفي”
” السديس”
”علي جابر”
” الشريم”
”عبدالباسط عبدالصمد”
”عبدالله خياط”
”محمد أيوب”
” المعيقلي”
” الأحمد”
”فارس عباد”
” العفاسي”
” الدوسري”
” الغامدي”
” المحيسني”
” القاسم”
” القطامي”